عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب الآجرومية
133725 مشاهدة print word pdf
line-top
القيد الرابع: الوضع العربي

كذلك الرابع: الْوَضْعُ: الوضع في اللغة هو: وضع الحوامل، قال تعالى: وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وكذلك وضع الأثقال، إذا كان الإنسان قد حَمَّلَ سيارتَهُ عفشًا أو نحوه، ثم وضعه على الأرض، قيل: هذا الوضع مناسب، وضعه هاهنا، الوضع: وضع الحوامل ووضع الأثقال ووضع الجوائح، وما أشبه ذلك، ومنه أيضا: وضع الديون، وَضَعْتُ عنك من الدَّيْنِ كذا، يعني: أَسْقَطْتُهُ.
أما الوضع في الاصطلاح، فهو: جَعْلُ اللَّفْظِ دليلًا على المعنى، أن تكون الكلمات مما وَضَعَتْها العرب، مِمَّا نطقت بها، وتكلمت بها، وكان لها أصل في لغة العرب، فأما الكلمات التي لم تضعها العرب، سواء كانت أفعالًا أو أسماءً، فإنها لا تدخل في الكلام، ولا يحصل التعبير بها، فالكلمات الأعجمية- ولو كانت مفيدة- ما نسميها كلاما، سألني بعض من لا أعرف لغته، وأخذت أكرر عليه، يقول بلغة لا أعرفها، يظهر أنها الإنجليزية، يقول: speak English فهذه الكلمة حيرتني حتى فهمت معناها، هل هذه الكلمة من العرب؟ من العربية؟ ليست من العربية، فَعُرِفَ بذلك أن الكلمة لا بد أن تكون مما وضعتها العرب، أن تكون كلمةً وضعتها العرب، والكلمات التي وضعتها العرب أسماء لمسميات، وأفعال لحركات، وحروف لمعانٍ، هذه قد اهتم بها اللغويون، وَقَيَّدُوها في كتب، وذكروا معانيها، فأصبحت هي التي يُتَكَلَّمُ بها، فإذا كانت الكلمات من وضع العرب، فهي مفيدة، وإلا فليست مفيدة.
وبكل حال فإذا اجتمع في الكلام هذه القيود الأربعة، فهو كلام: أن يكون لفظا، وأن يكون مركبا وأن يكون مفيدا وأن يكون موضوعا وضعا عربيا.

line-bottom